احمدالزكري
لم يستفد نظام صنعاء من مساوئ استخدام نظام حسني مبارك للبلطجية قبل سقوطه في محاولة سيئة وفاشلة لإيقاف مد ثورة الشباب التي عمت مصر كلها وحولتها إلى بحر من بشر يسعون نحو الحرية والديمقراطية.
لقد زادت تلك البلطجة المحتجين إصرارا وثباتا ووحدة مضوا بها إلى هدفهم ، مثلما زادت النظام الساقط همجية في لحظات ترنحه.
وها هو حزب المؤتمر الحاكم رغم ما حدث في مصر يعجل بلحظات رحيله بالطريقة السيئة ذاتها من خلال تجييش بلطجية بالجنابي والعصي والزجاجات مع ترديد هتافات مناطقية قذرة لمواجهة الاحتجاجات السلمية التي انطلقت بقيادة الشباب في عدن وتعز و صنعاء للمطالبة بإسقاط النظام.
ففي العاصمة صنعاء بدأ بلطجية المؤتمر الحاكم أثناء هجومهم على المحتجين سلميا بترديد هتافات تطالب برحيل "البراغلة" في إشارة إلى أبناء المناطق الوسطى الذين يشكلون غالبية المحتجين المطالبين بإسقاط النظام.
وما من شك في أن ما تقوم به قيادات في المؤتمر الشعبي العام من بلطجة باستخدام الخزينة العامة والوظيفة العامة تحت رايات الخيل وصور رئيس الجمهورية يعطي رسالة واضحة أن الحاكم هو من يقف خلف تلك الممارسات التي تزيد نقمة الناس على النظام ورمزه بما سيؤدي إلى التعجيل برحيله، في الوقت الذي تقول فيه تلك القيادات إنها تعمل لصالح الرئيس.
كما أن إثارة المناطقية في مواجهة الاحتجاجات السلمية بالتزامن مع لقاءات شبه يومية يعقدها رئيس الجمهورية مع قبائل يشيد بدفاعها عن ما يسميه الثورة والوحدة بلهجة توحي بالتحريض ضد المطالبين بالتغيير يمهد لحرب أهلية سيكون النظام نفسه أول ضحاياها.
لكن الجميل الذي بدا واقعيا هو مقابلة بلطجة ومناطقية النظام الحاكم بوعي كبير من قبل المحتجين الذين رفضوا الانجرار إلى العنف وفتنة المناطقية.
لقد سبق استخدام هذه البلطجة في مواجهة فعاليات الحراك السلمي الجنوبي منذ انطلاقه عام 2007 بواسطة ما كان يعرف باسم (لجان الدفاع عن الوحدة) وهي مجموعات جيشها النظام لمواجهة المحتجين سلميا بغرض جرهم إلى العنف بما يسهل وأد قضيتهم الجنوبية، غير أن مدنية مواطني المحافظات الجنوبية وعدالة قضيتهم فضحت تلك البلطجة ففشلت وذهبت ريحها.
وها هي بلطجة الحاكم ومناطقيته توحد المحتجين اليوم في المحافظات الجنوبية والشمالية باتجاه هدف مشترك بدا واضحا في شعاراتهم وهتافاتهم المطالبة بإسقاط النظام.
كما بدا واقعيا أن تلك البلطجة زادت الشباب ومن معهم من الناشطين والناشطات في مختلف المحافظات إصرارا على استمرار احتجاجاتهم حتى تحقيق هدفهم.
تعظيم سلام
تحية أسجلها هنا لمواطنين رفضوا الاستمرار في طابور البلطجة وانضموا إلى إخوانهم المحتجين سلميا للمطالبة برحيل نظام قالوا إنه استغل حاجتهم ودفع بهم إلى المحرقة لصالح أشخاص لا هدف لهم سوى جمع أكبر قدر من الملايين باسم حماية النظام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق