Powered By Blogger

الأربعاء، 25 مايو 2011

انتهى كما بدأ بلطجيا

احمدالزكري
لم تستطع 33 سنة أمضاها علي عبدالله صالح رئيسا أن تصنع منه إنسانا محسنا عن النسخة التي اشتهر بها قبل وصوله إلى منصب اغتصبه في غفلة من التاريخ.
تؤكد التجارب الحياتية أن الإنسان يتطور كل يوم بتفكيره، بسلوكه، بنظرته للناس والأشياء، ويكتسب كل يوم خبرة جديدة في مجال عمله بما يجعله مبدعا خلاقا، والأكثر من ذلك أن التجارب تؤكد تعلم الحيوانات وتراكم خبرتها.
مع ذلك أستغرب كثيرا عدم تعلم هذا الشخص من ثلاثة عقود أمضاها في منصب رئيس دولة، كان بالإمكان أن تهديه على الأقل إلى طريقة مثلى لمغادرة المنصب الرئاسي، بعد رفض الشعب اليمني بنسائه، ورجاله، بأطفاله، وشيوخه بقاءه فيه، وقد وفرت المبادرة الخليجية له عناء التفكير في تلك الطريقة، ولم تكلفه أكثر من الموافقة عليها، مع ذلك لم يفعل!!. 
المعلومات المتداولة عن شخصيته في فترة ما قبل الرئاسة، خاصة لدى وجوده قائدا عسكريا في محافظة تعز، تنطبق اليوم على بلاطجته الذين يقطعون الطرقات في صنعاء وبقية المدن اليمنية، ويعتدون على المارة دون أن يعذروا طفلا أو مسنا، أو مريضا أو صاحب حاجة،  طالما تلقوا مبلغا من المال وتوجيهات من رئيسهم بقطع الطريق، وقتل المعتصمين سلميا الباحثين عن وطن آمن وحياة تسودها العدالة لكل اليمنيين.
ثمة شبه كبير بين طريقة وصوله إلى السلطة عام 78 ، وبين وسيلته لاستمرار اغتصابها اليوم رغم مطالبة الشعب  بإسقاط نظامه ومحاكمته.
وثمة تطور اليوم يكمن في توسيع مهمة البلاطجة لتشمل-إلى جانب مواجهة  المعتصمين السلميين-محاصرة سفراء دول شقيقة وصديقة.
 وقد بدا ذلك يوم الأحد 22 مايو 2011 ، عندما حاصر بلاطجة النظام سفارة الإمارات العربية المتحدة بصنعاء، وفيها سفراء خليجيون، وأوروبيون، والسفير الأمريكي، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني الذي جاء أكثر من مرة إلى صنعاء لتوقيع المبادرة الخليجية، الهادفة إلى منح صالح ضمانات بعدم ملاحقته قضائيا على ما ارتكب من جرائم بحق الشعب اليمني وعلى نهبه المال العام طوال 33 عاما.
يمكن القول إن استخدام علي صالح البلاطجة على نطاق واسع لمواجهة المطالب الداعية إلى تنحيه عن السلطة، ورفضه توقيع المبادرة الخليجية المهداة له، يؤكد مقاومته لأي تغيير أو تطور إيجابي في شخصيته التي بدأ بها حياته المفروضة على الشأن العام.
إنه سلوك ينسج نهاية شخصية لا تختلف عن بدايتها. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق