Powered By Blogger

السبت، 12 فبراير 2011

خطوة عملية لتفعيل الحراك الشبابي في اليمن

احمدالزكري
لا يكفي الحراك الشبابي في اليمن أن يأخذ من ثورتي تونس ومصر الحماس فقط لإحداث تغيير مماثل، بل عليه أن يستفيد من قدرات الشباب التي بدت في تنظيم وقيادة تلك الاحتجاجات السلمية التي انتهت إلى ثورة واقعية زرعت ملامح مستقبل حر وديمقراطي.
ذلك الحماس يبدو هنا في الحراك الشبابي الذي بدأه طلاب جامعة صنعاء مع ناشطين سياسيين وحقوقيين وبرلمانيين إثر انتصار ثورة شباب تونس بسقوط نظام الديكتاتور زين العابدين بن علي منتصف يناير الماضي، كما يبدو هذا الحماس في حراك محافظة تعز الذي برز بعد انتصار ثورة شباب مصر في الحادي عشر من فبراير الجاري بسقوط نظام المستبد حسني مبارك، وهو حراك يتناغم مع حراك صنعاء وحراك المحافظات الجنوبية الذي بدأ عام 2007، ليبدو الجميع من خلال شعارات متعددة ماضين نحو هدف مشترك هو التغيير.
ويتطلب استمرار هذا  الحراك الشبابي الحماسي والمندفع بعض التنظيم ليصبح أكثر فاعلية ليس فقط في العاصمة صنعاء وتعز وعدن التي بدأت فعليا بل في مختلف المحافظات التواقة إلى التغيير، وهذا ما تتضمنه هذه المبادرة الشخصية التي أثق بإثرائها أكثر من خلال نقاشها واقعيا من شباب التغيير.
يتطلب الحراك الشبابي السلمي في المحافظات الثلاث باعتباره بداية لحراك جماهيري واسع أن تختار النواة الأولى للشباب الناشطين في كل محافظة مجموعة أو مجلس تنسيق ممن يمتلكون صفات قيادية بحيث يتولى هذا المجلس تنظيم الاحتجاجات وربطها بمطالب متعددة ومتجددة تمثل نواة لتحريك الشارع بهدف التغيير الذي من شأنه الوصول  إلى أسس إقامة دولة مدنية.
وبعيدا عن القيادات الصنمية والشكلية ينبغي أن يظل مجلس التنسيق هذا مفتوحا للتوسع والتغيير بحسب حجم الاحتجاجات، وتكون مهمته من خلال أعضائه التخطيط والتنسيق للاحتجاجات وتوفير الدعم المالي والعون القضائي لها، والتنسيق كذلك مع مختلف وسائل الإعلام لتوفير دعم إعلامي مرئي ومقروء ومكتوب للاحتجاجات، وكذا التنسيق مع صحفيين وكتاب لتنظيم حملات إعلامية تفضح فساد السلطة وسيطرة الأسرة والحزب الواحد عليها، وتركز على حاجات الناس بهدف تحريك الشارع لتحقيقها، وفضح ممارسات الحزب الحاكم خاصة البلطجة التي بدت مؤخرا لمواجهة الاحتجاجات السلمية.
كما سيكون على مجلس التنسيق التواصل مع ناشطين وأحزاب ومنظمات ونقابات لتوسيع الاحتجاجات في المحافظة الواحدة، والتنسيق مع مختلف الاحتجاجات في المحافظات الأخرى بغرض التضامن المتبادل و تنظيم فعاليات مشتركة، إضافة إلى التواصل مع محامين ومنظمات حقوقية محلية وإقليمية ودولية لتوفير حماية للاحتجاجات.
وفقا لهذه المهام  الأولية ينبغي أن يتكون مجلس التنسيق من مجموعة أشخاص يتوزعون على رئاسة المجلس وخمس لجان تشمل الجوانب المالية، والتنظيمية، والقانونية، والإعلامية، والاتصال.
ستتولى اللجنة المالية وضع آلية لجمع تبرعات لدعم الاحتجاجات، أجزم أنها ستأتي دون إعلان عنها من رجال أعمال وشخصيات حزبية وسياسية وبرلمانية وحتى من مواطنين بسطاء حين تتولى جمعها شخصيات معروف عنها نزاهتها ونبل هدفها، على أن يصرف ذلك الدعم  لتفعيل الاحتجاجات وفق ما يقره مجلس التنسيق.
وستتولى اللجنة التنظيمية تنظيم الاحتجاجات والحفاظ على طابعها السلمي خاصة لدى انتشار حملات البلطجة الرسمية المواجهة للاحتجاجات الجماهيرية النبيلة، كما ستتولى اللجنة القانونية مهمة التواصل مع منظمات ونقابات ومحامين ورجال قانون لضمان رصد الانتهاكات بآلية فاعلة وتوفير الحماية القانونية للمحتجين في حال تعرض أي منهم لاعتقالات أو الانتهاكات أيا كانت.
وستكون مهمة اللجنة الإعلامية صياغة شعارات وبيانات الاحتجاجات بما يحافظ على طابعها السلمي، وتوثيقها بالكلمة والصوت والصورة والتواصل مع وسائل الإعلام بكافة أنواعها محليا وإقليميا ودوليا لتغطية تلك الاحتجاجات، إضافة إلى النشر الجماعي عبر الفيس بوك والمدونات، وغير ذلك من وسائل الاتصال المتاحة.
وستتولى لجنة الاتصال التواصل على مستوى المحافظة مع مختلف المنظمات والنقابات ومنتسبي الأحزاب وقيادتها الوسطية التي أهدرت قادتها الفوقية طاقتها ، ومع ذوي المطالب الحقوقية في قطاعات عديدة ، أهمها قطاع التعليم، إضافة إلى التنسيق مع المحافظات الأخرى عبر الهاتف والانترنت وكافة وسائل الاتصال المتاحة بهدف المشاركة في الاحتجاجات بشعارات ومطالب مشتركة في أزمنة موحدة ومتباعدة بحسب الإمكانيات.
بدا واضحا من خلال تسميات عديدة منها شباب 3 فبراير و10 فبراير وغيرها من التسميات مدى اندفاع الشباب ومن معهم للتغيير، وبعيدا عن أي تاريخ لا يمثل حاليا شيئا ذي دلالة أقترح أن تسمى نواة الاحتجاجات مبدئيا "شباب من أجل التغيير"،أو أي اسم يتفق عليه لتمييز تلك الاحتجاجات  فثورة مصر اتخذت اسمها بعد انتصارها من تاريخ 25 يناير الذي مثل بداية لاحتجاجات استمرت حتى بلوغ غايتها.
لقد استفادت ثورة شباب مصر كثيرا من ثورة تونس وأضافت إليها الكثير، وهي خطوات أثق من استفادة شباب اليمن منها لتصل حركة احتجاجاتهم سلميا إلى مبتغاها، انتصارا لكرامة اليمن وكرامة مواطنيها التي أهانتها سلطة ماتزال حتى اللحظة تصر على المضي في طريق السوء دون الاستفادة ممن سبقها في السقوط.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق