Powered By Blogger

السبت، 16 أبريل 2011

عن علي مفتي وخطاب التغيير

احمدالزكري
ليس غريبا ما تحدث عنه علي عبدالله صالح أو علي مفتي الجمعة الفائتة في مهرجانه المزور في ميدان السبعين عن ما سماه الاختلاط في ساحة التغيير في جامعة صنعاء والذي أفتى أنه لا يجيزه الشرع ..نعم ليس غريبا فذلك هو علي صالح بحقيقته وتلك هي أخلاقه بعيدا عن أي تجميل أو رتوش.
ما يعكسه الإعلام المؤتمري والحكومي وبعض المرتزقة عن علي عبدالله صالح من صورة مزيفة طوال 33 سنة هو الاستثناء، أما مواجهته من يقفون ضد سياساته ونهبه المال العام بالشتم والقتل فهو أمر اعتيادي منذ وصوله إلى كرسي الحكم بالقوة إثر اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي .
وإذا أردنا التذكير فقط بأمثلة فلن يتسع المقام هنا، ومن ذلك إبادة القادة الناصريين الذين أرادوا تصحيح أوضاع البلد بعد اغتصابه الحكم ولا يزال مصيرهم مجهولا حتى اليوم وستكشف الأيام القليلة القادمة ذلك لامحالة.
وللتذكير بأمثلة أخرى يمكن الاكتفاء بذكر جرائم القتل التي طالت كل الوطنيين  الذين أرادوا إصلاح أوضاع البلد وإنقاذه من نظام علي صالح طوال 33 عاما، كما يمكن التذكير كذلك بجرائم الحرب والإبادة التي ارتكبها نظام علي مفتي في صعدة منذ عام 2004 وهي جرائم موثقة ولن تمر دون محاكمة هي وغيرها من الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة بحق المحتجين في الحراك السلمي الجنوبي منذ عام 2007 وبحق المحتجين سلميا في مختلف المحافظات منذ اندلاع الثورة السلمية منتصف يناير الفائت.
لا أستغرب أن يشتم علي مفتي النساء والرجال والأحزاب والمنظمات وحتى كل فرد باسمه من الملايين المعتصمة في المحافظات فذلك دأبه إن بلسانه أو عبر قنواته المتعددة الممولة من أموال الشعب، ويكفيني أن أردد هنا قول الشاعر العظيم أبي الطيب المتنبي.
وإذا أتتك مذمتي من ناقص                          فهي الشهادة لي بأني كامل.

ما يحزنني
ما يحزنني كثيرا هو ممارسات سيئة تستهدف إقصاء المرأة من المشاركة الفاعلة في ساحة التغيير بصنعاء، وقد وصلت تلك الممارسات حد الاعتداء على ناشطات معروفات لأنهن لا ينتمين إلى اتجاه بعينه يرى نفسه صاحب الأمر والنهي، كما يحزنني أكثر إبطاء حركة الثورة السلمية في الأيام الفائتة خاصة في العاصمة صنعاء بسبب توجه قد يكون مقصودا أو غير مقصود من قوى ساهمت في تشتيت حماس الشباب الصانع للثورة ويمكن ملاحظة ذلك من خلال خطاب إعلامي تبثه منصة ساحة التغيير بالجامعة توكل فيه النصر إلى الله وقضائه وقدره بعيدا عن الفعل الواقعي الذي حث عليه الله عز وجل، ويستطيع الشباب إحداثه بقوة.
لقد قال الله لمريم"وهزي إليك بجذع النخلة" وهي في حالة مخاض في إشارة إلى ضرورة الفعل الذي بدا أن البعض قد ابتعد عنه وركن إلى الاعتكاف بدلا عن الاحتجاج، ولعله من المناسب التذكير بقول الشاعر أبي القاسم الشابي الذي يردد في الساحات.
إذا الشعب يوما أراد الحياة                             فلا بد أن يستجيب القدر.
إلى جانب هذا الخطاب- المطلوب تغييره بخطاب ثوري وتوعوي يشد أزر الثورة- ساعدت المبادرات الإقليمية التي لاقت قبولا أمريكيا واروبيا  على تحقيق ذلك البطء في تنامي الثورة السلمية، حيث منحت هذه المبادرات علي مفتي ونظامه إمكانية اللعب على عنصر الوقت لنهب ما تبقى من المال العام في البنك المركزي لتنظيم مهرجانات للشتيمة ولمواجهة الاحتجاجات بمزيد من القتل.
لم أشأ أن أتحدث عن إخفاقات في مثل هذا الوقت لكنني مضطر لذلك بهدف معالجة هذه الإخفاقات لصالح هدف أكبر، ينبغي أن ننتصر له ، وهذا يتطلب توحيد كل الخطى باتجاه ثورة حقيقية لا تعيد إنتاج ما هو قائم أو أسوأ منه، فلنبدأ الآن بعيدا عن تشعبات ومصالح آنية لا تحتملها المرحلة.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق