Powered By Blogger

الخميس، 19 مايو 2011

مبادرة الحرية

احمدالزكري
سعت أحزاب اللقاء المشترك بكل ما أوتيت من أدوات سياسية إلى تحقيق أهداف الثورة الشبابية السلمية بأقل قدر من الخسائر، فقبلت لأجل ذلك مبادرة خليجية مدعومة من أمريكا وأوروبا،  في غياب إجماع شعبي حول هذا الموقف، لكن رأس النظام أراد أن تكون المبادرة مجرد وسيلة للمناورة لكسب وقت إضافي بهدف وأد الثورة السلمية بمزيد من القتل ونهب المال العام.
الآن..لم تعد أحزاب المشترك مستعدة لتوفير أرضية أخرى ليناور بها النظام باسم الحلول السياسية، وقد انتقلت حسب إعلان الأمين العام للحزب الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان الذي يرأس حاليا المجلس الأعلى للقاء المشترك إلى التواصل مع كل قوى التغيير في البلاد وفي مقدمتهم الشباب لتشكيل ائتلاف واسع لإنجاز عملية التغيير والحوار حول المستقبل.
حوار المستقبل..هي خطوة ثورية تساند مبادرة حقيقية تصنعها اليمن.. مبادرة الحرية التي يرسم خطواتها شباب أثبتوا للعالم قدرتهم على صياغة مستقبل آمن لبلد أنهكته حروب وفساد نظام قاتل.
وجميل أن تتزامن هذه الخطوة مع تنسيق أكثر فاعلية بين مختلف المكونات الشبابية في مختلف ساحات التغيير والحرية لتنفيذ برنامج تصعيد مدروس يمضي بالثورة السلمية إلى مبتغاها.
مقابل ذلك يهدد النظام المتهاوي بحرب أهلية جديدة باعتبارها اللغة التي يجيدها، لكنه لم يدرك أن لغته أصبحت غاية في القدم أمام لغة عصرية بمفردات ذائعة الصيت، كبيرة الأثر، لغة الحرية..الكرامة..التغيير..التحديث..الاعتصام..العصيان المدني..التحالف..الائتلاف..مفردات يجمعها هدف محوري هو إسقاط النظام المستبد وبناء دولة مدنية حديثة وديمقراطية.  
صحيح أن الثورة الشبابية الشعبية السلمية لاقت خذلانا كبيرا دوليا وإقليميا..لكنه خذلان سيحسب على مصدره، ولن يؤثر على حماس وإصرار ثورة مزدانة بعنفوانها ونبل أهدافها، فعندما خرج أولئك الشباب إلى الساحات مطالبين بالحرية وقدموا أرواحهم من أجلها، لم يكونوا مسنودين من أية قوة دولية أو إقليمية، بل كانوا وما يزالون مسنودين إلى حلمهم في إيجاد دولة تحقق لهم حياة حرة وكريمة.
في المقابل ينبغي الإشادة بدول خليجية وأوروبية أعلنت دعمها لثورة الشعب ورفضها ما يقوم به النظام المتهاوي من قتل للثوار السلميين، وهي مواقف تحسب لتلك الدول التي تركت أثرا معنويا لدى الثوار يشعرهم بتضامن مع ثورتهم السلمية.
لم أشك لحظة واحدة في تنامي الثورة التي انتصرت منذ لحظة انطلاقها..وإذا كان البعض يرى في تأخر اكتمالها حتى اللحظة أمرا سيئا..فأنا أرى أن التأخر قد منحها قدرة أكبر على تحديد معالم مستقبلها.
في ساحات الحرية والتغيير اليوم ثورة أسقطت النظام الاستبدادي، وثورة أخرى في فعاليات ثقافية وفكرية وإعلامية تؤسس لمستقبل يشبه روعة الثوار ونبل أهدافهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق