Powered By Blogger

الخميس، 28 أبريل 2011

العبد السعيد

احمدالزكري
كثيرون أولئك الذين يبدون بسعادة غامرة لكونهم عبيدا لنظام متهاو، كما يبدون بسعادة أكبر حين تكون عبوديتهم المختارة لرأس النظام، وإن بدا ولاؤهم أقل قدرا مما كانوا عليه قبل أيام.
وكم يبدو الأمر سيئا حين يكون هؤلاء بدرجات عبودية عليا، من ذلك درجة وزير أو أقل أو أكبر، فتجدهم  يتحدثون عن ولي نعمتهم باعتباره الشخصية الخارقة التي لولاها ما بقوا على قيد الحياة، لمجرد أنه اختارهم لتأدية وظيفة ما في نطاق العبودية.
والأسوأ أن يتحول هؤلاء إلى مقاولي أنفار يجندون بلاطجة أقل منهم رتبة وأكثر منهم استعدادا للبيع والشراء وللقتل أيضا، دون النظر إلى جوهر ما تشهده البلاد من ثورة متنامية تقول لهم لم يعد للعبودية مكان.
سمعت واحدا يقول إن فخامة الرئيس خط أحمر..نعم هكذا(فخامة الرئيس)!!..هو يقصد أن رئيسه خط أحمر لا ينبغي الحديث عنه، ولا يعني بالخط الأحمر أن (فخامة رئيسه) أصبح خطرا على نفسه وعلى البلد وحتى على المنطقة بكاملها، كما يبدو ذلك من استمرار قتل المحتجين سلميا في مختلف المحافظات، ومن أحاديثه المتكررة المتناقضة التي تهدد حينا بالحرب الأهلية وحينا بالقاعدة التي تنشط تحت سمع وبصر النظام.
لكن الجميل أن هذه التهديدات المبطنة الصادرة من كل عبد سعيد لا تجد أثرا لدى سامعيها..وكيف لها أن تجد صدى واليمن كلها تهتف في ميادين الحرية..في ساحات التغيير.. في البيوت..في الأزقة..في عربات الجند..وحتى لعب الأطفال تهتف..الشعب يريد محاكمة النظام.
أعرف أن قبول هؤلاء بالعبودية ناتج عن منحهم فرصة من قبل النظام المتهاوي لجمع المال بطريقة أو بأخرى، وأن هناك من يؤكد استمرار بعضهم في تأييد رأس النظام حتى آخر ريال، لكنهم بتلك القروش يخسرون أنفسهم، وقد كان باستطاعتهم أن يكونوا شيئا مذكورا لو أنهم سعوا نحو دولة القانون والمؤسسات التي تكفل الحقوق لجميع مواطنيها دون الحاجة إلى انحناء أمام فخامة أو زعامة.
إن الثورة الشبابية السلمية التي انتصرت منذ لحظات انطلاقها بكونها كسرت حاجز الخوف والرهبة من قلوب ملايين اليمنيين، تمضي بخطى شامخة نحو تتويج انتصارها ببناء دولة مدنية حديثة، وحري بمن أدمنوا الانحناء للزعامة والفخامة المندثرة سواء كانوا بدرجة وزير أو أكبر أو أقل أن يمنحوا أنفسهم فرصة احترام الذات وأن يعلنوا موقفا إيجابيا، لأنهم دون ذلك لن يجدوا بعد اليوم مكانا يتوارون فيه هروبا من لعنات تطاردهم في صحوهم قبل منامهم.
ثورتنا اليوم منحت كل اليمنيين فرصة لرفع رؤوسهم عاليا بعد 33 عاما من الذل الذي ورثه لهم هذا النظام المتهالك وظلوا بسببه طوال تلك السنوات يخجلون من الإفصاح عن اسم بلدهم إذا سئلوا عنه من غير يمني سواء داخل أو خارج بلدهم.
إنها نصيحة لأولئك لينفضوا غبار عبوديتهم واحتقارهم لذواتهم وأن ينضموا إلى الإنسانية ..أن يكونوا سعداء بمواطنتهم..لا بعبودية لفظتها ثورة الحرية والكرامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق