احمد الزكري
وجه لي عبد ربه ولكل من غمس إصبعه في حبر الانتخابات أو الاستفتاء على خلع
علي عبدالله صالح طعنة مؤلمة في حلم كان قد بدأ يتشكل في أفق العبور إلى المستقبل.
ذهب عبد ربه لاستلام علم اليمن من علي صالح الذي أساء لكل ما هو وطني، وذلك
تنكر واضح لنسبة قالت لجنة الانتخابات إنها بلغت 99% في الاستفتاء على خلع علي
صالح من خلال التصويت لعبدربه منصور هادي.
حين أعلن التحالف المدني للثورة الشبابية مقاطعته الانتخابات الرئاسية
المبكرة، أو ما يعد في الحقيقة استفتاء على خلع علي صالح..أرسلت رسالة هاتفية
للعزيز القاضي احمد سيف حاشد أقول له فيها:إن المقاطعة لا تتناسب مع أداء التحالف
منذ تأسيسه، ومع دورك البارز والمعروف إلى جانب آخرين في إطلاق شرارة الثورة منذ
السادس عشر من يناير 2011، وقد رد علي يومها بالقول:اعتدت على أن احترم الآراء
المغايرة، ودع الأيام تحدد أي توجه سيكون هو الأصح والأصلح للبلد ولثورة هدفت إلى
إسقاط ومحاكمة نظام استبدادي أسري لايزال قائما بقوة.
لم يمنحني عبد ربه فرصة أكبر لمحاججة القاضي احمد سيف، فقد صدمني من أول
خطوة بذهابه لتسلم علم اليمن من ديكتاتور لم تمض سوى أيام على رميه بحذاء مواطن يمني لاقى
في بلده وفي غربته أعتى صنوف الأسى والقهر بسبب هذا الديكتاتور ونظامه القمعي.
أراد عبد ربه أن يمنح قاتلا نهاية محترمة تقول إنه من تنازل سلميا عن
السلطة، في حين أن الحقيقة التي لا يستطيع علي صالح ولا نائبه عبد ربه أن يغير
فيها شيئا هي خلع علي صالح بفعل ثورة شبابية شعبية لا تزال مستمرة حتى تحقيق كافة
أهدافها.
لا أنكر أنني مع الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية في ما يتعلق بخطوة إبعاد
علي صالح سلميا وتجنيب البلد المزيد من الدماء، إضافة إلى كل الجرائم التي ارتكبها
علي صالح ونظامه منذ انطلاق الثورة السلمية وعلى مدى 33 عاما، لكن عبد ربه منح رئيسه
صورة على حساب نفسه وعلى حساب نسبة 99% صوتت لرحيل الديكتاتور، بما يثير فينا قلقا
على تنفيذ هذه الآلية.
لقد أراد عبد ربه أن يجلس علي صالح على مقعد الرئيس في منصة ما أطلق عليه
حفل التوديع وكأنه قد حل ضيفا عليه في مجلس مقيله، يتطلب الكرم أن يجلسه في وجه
المكان، وأخشى أن يبقى عبد ربه هكذا صاحب كرم حاتمي فيحلف على عيال وأقارب المخلوع
وعلي محسن الأحمر، ليبقوا في أمكنتهم على رأس المؤسسات العسكرية والأمنية ضدا على
الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية التي تؤكد على إعادة هيكلة الجيش ضمن أولويات
المرحلة الانتقالية.
مطلوب من عبدربه أن يغادر عقلية النائب التابع، وأن ينتصر لنفسه أولا، باعتباره
رئيسا انتقاليا بـ 99%، ليتمكن من الانتصار لبلد في فترة وضع فيها في موقع يتطلب
أداء جيدا وخطوات إيجابية برؤية مستقبيلة وليس بمشاعر استقبال ضيف في مجلس قات.
وفي المقابل علينا الاستمرار بقوة في ثورتنا السلمية بروح وآليات متجددة، وصولا
إلى يمن جديد تحكمه دولة مدنية ديمقراطية حديثة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق