Powered By Blogger

الاثنين، 6 ديسمبر 2010

حصــــــار


احمدالزكري 
حُجْرَتان
بعرض مَمَرٍ يزيد على قامة طفلٍ
تعدته خمس زهورٍ عجاف
تقاسمني فيهما مدخل العيش
أسرة المالك الجار
تلك التي تُلبسُ الخوف
بالنفس
إذ ترافقني أرقاً
كلما عبس الليل
أو تبسم في وجوه الملاح
صباحٌ
أراني به
مثل طيرٍ أسيرٍ
تحاصره في صقيع النهار
الجهات
يخاف إذا زائرٌ جاء
أن يسمع المالك الجار .. على سلم الخطو
وقع النعال
ويخشى إذا ما مضى الضيف
أن تلمح الجارة منه
بقايا الظلال.


"بثينة" إذ تبدأ القفز في عيون الضيوف الصغار
أصرخ في وجهها
أرفض أن يخرجها الوثب إلى ساحة اللعب
أقبض من "خالد" كفه قبل لمس الجدار
مخافة أن يهد الصدى
على خلوة الجار
زهو السكون
فتخرج إذْ ذاك زوج المؤجر
مزهوَّة بالملام
الشجارْ.
يرافقني الصحو
حين أذهب للنوم
حتى الصباحْ
لكيلا أرى فرحة إن غفوتُ
تُذكِّرني بابتسام الزمان
فتحزن إذ ذاك زوج المؤجر
أو يبدد عنها ابتهاجي
 المنامْ
حين نخرج من وحشة الضيق
نطلق النفس من ملبس الخوف
صوب فضاء التأمل
فتنساب من روضها الأغنيات الحبيسة
وتبتهج الأمنيات.
وحين نعود إلى وطنٍ مثخنٍ
بالوجوه العتيقة
يعود إلى ظلِّه
كلُّ شيءٍ خبا
الحال
والمبتدا
والخبرْ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق