Powered By Blogger

الخميس، 20 يناير 2011

جنود السلطة في الحراك الجنوبي

احمدالزكري
لاضير من الاعتراف بنجاح السلطة في اختراق الحراك السلمي الجنوبي وإرباكه لبعض الوقت بجنودها الأشاوس ذوي الرصاص الحي وذوي الأسلحة الخطابية.
لكن من غير المنصف القول إنها ستنجح في ضرب الحزب الاشتراكي اليمني سواء داخل الحراك السلمي الذي يتواجد فيه بقوة منذ أيامه الأولى،ويشغل فيه من خلال أعضائه موقع القلب النابض والعقل المدبر، أو في إطار حراكه السياسي الباحث فيه مع مختلف القوى الوطنية عن دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية.
المسلحون الذين يقطعون الطرقات ويقتلون الأبرياء باسم الحراك يمثلون الجانب الأول من جنود السلطة، ويمثل الجانب الثاني جنود يستخدمون خطبة موحدة ومكررة في مختلف المناسبات، إلى جانب دعوتهم الواضحة إلى استخدام السلاح أحيانا،  وليس أبرز هؤلاء من يرى في سلطة اليوم طريقا إلى سلطنة غابرة ويرى في الرفاق عقبة كأداء لمشروعه الخاص الذي يسعى إليه عبر الحراك ، كما لا يعد من أبرز أولئك الجنود من يعتبر نفسه مناضلا جسورا بدا واضحا أن كل همه هو استقالة المواطنين في الجنوب من الحزب الاشتراكي وليس توحيد الحراك كما حاول إيهام الناس.
ظن هذا (المناضل) أن الجنوبيين الأحرار جنود لديه كما هو جندي مخلص للسلطة، وأنهم بمجرد طلبه سيعلنون استقالاتهم من الحزب وسيغادرون في الوقت نفسه موقعهم كأصحاب قضية استجابة له لمجرد أنه قضى بضعة أيام في ضيافة السلطة بمبرر السجن.
لقد اقتضى السيناريو أن يدعو مختلف تيارات الحراك إلى التوحد من أجل انتصار القضية الجنوبية، وبدا ذلك مثار إعجاب الكثيرين في الحراك بعفوية صادقة، لكنه بمجرد أن غادر نزهته ، بدأ يدعو إلى الاستقالة من الحزب الاشتراكي، فهل يعقل أن تكون العضوية في الحزب الاشتراكي اليمني هي سبب عدم بلوغ الحراك الجنوبي غايته في ما مضى من الوقت منذ اندلاع الحراك السلمي في الجنوب، أم أن اختراق الحراك بهكذا جنود يحرفون وجهته هو السبب الأساس.
أوليس كثيرا من  القتلى والمعتقلين والمطاردين والمعتدى عليهم في مختلف الفعاليات السلمية هم من الحزب الاشتراكي في مختلف المحافظات الجنوبية؟ فهل أراد جنود السلطة توحيد الحراك بإبعاد أعضاء الاشتراكي من أوساطه لكونهم مخلصين للقضية الجنوبية أم أرادوا إفساح الطريق لمشروعاتهم الخاصة المدعومة من القصر.
لا يتطلب الأمر ردا منا فقد جاء الرد واقعيا من أوساط الحراك السلمي ، من وقوده الحقيقي ، من الباحثين عن قضية عادلة لا عن مشروع صغير .
لقد جاء الرد الرافض لدعوة جنود السلطة من ذوي الشأن الذين أوضحوا أن الحزبية هي أمر طوعي ولا تحتاج إلى فرض أو إلى دعوة من القصر.
لقد بدأ الحراك منذ أيامه الأولى قويا وموحدا وصاحب مشروع وطني وعلى مختلف قياداته الحقيقية أن تعمل على استمراره موحدا ليحافظ على قوته بما يؤدي إلى بلوغه غايته النبيلة المتمثلة بالانتصار للقضية الجنوبية التي تمثل مدخلا لمعالجة أزمة البلاد بكاملها.
وللسلطة نقول: إن زرع هؤلاء الجنود لن يؤتي ثماره في كل حين، فالحزب الاشتراكي عصي على التهميش، كما أن الحراك الجماهيري السلمي في الجنوب سيستمر حراكا سلميا قابلا للامتداد إلى شمال اليمن في طريق التغيير الذي لن يتأخر طويلا.
اذا الشعب يوما أراد الحياة           فلابد أن يستجيب القدر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق