Powered By Blogger

الثلاثاء، 25 يناير 2011

اليمن في وجه الرئيس

احمدالزكري
في افتتاحه المؤتمر السنوي لقادة القوات المسلحة والأمن صباح الأحد بصنعاء دعا رئيس المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح قيادات المعارضة في الخارج بالعودة إلى الوطن للحوار، وتعهد بحمايتهم وتوفير الأمن لهم قائلاً "تعالوا من الخارج نتحاور في أمان وفي وجهي".
هذه الدعوة المقترنة بوجه الرئيس تعطيني دلالات مرعبة لأنها تقول كما أفهم ذلك أن لا وجود لدولة وأن القبيلة هي الطاغية وهي المسيطرة في الوقت الذي يتحدث فيه الرئيس عن الدولة وعن الديمقراطية المفترضة.
كما أن حادثة اغتيال القيادي الناصري عبد الرقيب القرشي في 25 يونيو الفائت إثر عودته من المنفى بوجه الرئيس حسب تصريحات صحفية لأقارب القرشي تصيبني برعب أكبر من سابقه، إذ أن مصير قادة المعارضة وفي الخارج لن يختلف عن مصير القرشي الذي لم نسمع حتى اليوم عن أية إجراءات رسمية بشأن القبض على المتورطين في اغتياله ومحاكمتهم.  
رفض المؤتمر الشعبي العام إكمال خطوات الحوار المتفق عليها مع أحزاب المشترك والتي كانت تهيئ لدعوة مختلف الأطراف الوطنية في الداخل والخارج، ثم يأتي رئيسه بعد ذلك لدعوة المعارضة للحوار في وجهه بخطاب الغرض منه ذر الرماد على العيون.
والأغرب من ذلك كله أن تقترن دعوة رئيس المؤتمر المعارضة للحوار بهجومه عليها وعلى  قادتها ومن ذلك انزعاجه الشديد من رئاسة الدكتور محمد عبدالملك المتوكل للقاء المشترك حيث حذر في خطابه كما جاء في موقع حزبه على الانترنت "من الفوضى الخلاقة التي يدعو لها زعيم أحزاب اللقاء المشترك والذي كان وزير إعلام مع الملكية في حرب السبعين والآن يقود المشترك.. يقود القوى القومية والاشتراكية والإسلامية فيا لها من أجندة.. هؤلاء جمهوريين يقودهم اليوم إمام غير معمم". إذا كان هذا هو منطق الدعوة للحوار الوطني فكيف يمكن أن تتحقق هذه الدعوة وما الذي سيقوله رئيس المؤتمر أكثر من ذلك في مناظرة تلفزيونية دعا إليها أحزاب المعارضة.
واضح أن هذا التخبط والتشنج هو انعكاس للقلق والاهتزاز الذي يرج السلطة وحزبها جراء رفض المشترك لأجندتهما الهادفة إلى تأبيد الرئيس وتوريث السلطة  باسم الحوار الوطني.
ولاشك أن دعوة المعارضة لهبة شعبية وبدء انطلاق تلك الهبة في عدد من المحافظات متزامنة مع إعلان المؤتمر إجراء انتخابات منفردة وكذا قلع عداد الرئاسة وإعادته مؤقتا قد أحدث هزة عميقة بدت في ردود أفعال متشنجة من قبل المؤتمر خاصة في الأحاديث المكررة لرئيسه.
إذا كان المؤتمر يرى أن الصندوق هو الحكم فلماذا لا يمضي نحو ذلك منفردا كما أعلن ولماذا لا يعلن عن نتائج انتخاباته مسبقا بفوز المؤتمر على نفسه بدلا من استهلاك الوقت في خطابات تدعو المعارضة إلى المشاركة في مهزلة رفضت الاشتراك فيها بعد تنصل المؤتمر عن اتفاقاته.
على أحزاب اللقاء المشترك ألا تشغل نفسها كثيرا بالرد على رسائل المؤتمر وخطاباته اليومية وأن تغذ الخطى نحو توسيع رقعة الهبة الشعبية للانتصار لحق المواطنين في حياة كريمة وأن تمضي أيضا مع لجنة الحوار الوطني نحو عقد مؤتمر الحوار مع مختلف القوى الوطنية، فذلك هو دورها الحقيقي قبل أن تجد نفسها خارج السلطة والمعارضة.
إذا الشعب يوما أراد الحياة           فلابد أن يستجيب القدر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق