Powered By Blogger

الثلاثاء، 1 فبراير 2011

لا لرحيل الزعيم..نعم لمحاكمته

احمدالزكري
شعار ارحل يازعيم بدا مناسبا جدا وثوريا جدا حين انطلق من ثورة تونس الشعبية كونها أول ثورة شعبية في القرن الواحد والعشرين على الأنظمة الاستبدادية في المجتمع العربي، وهو شعار مناسب كذلك لأنه تحقق فعليا برحيل زين العابدين بن علي في وقت مبكر نسبيا وبأقل عدد من الضحايا قياسا بحجم ضحايا الثورات.
لكن هذا الشعار كما أرى لم يعد مناسبا لثورة شباب مصر التي تأتي في الترتيب الثاني بعد تونس من حيث الزمن، كما لا يناسب ثورات دول عربية ستلحق قريبا بثورتي تونس ومصر جراء ما تعانيه من الاستبداد والفساد.
 وأقول لم يعد هذا الشعار مناسبا لأن الجديد ينبغي أن يأتي بأفضل من سابقه، والجدة هنا تتطلب محاكمة النظام الاستبدادي الفاسد على كل جرائمه التي ارتكبها في حق الشعب، كما تتطلب الجدة في الثورات المقبلة استرجاع كل ما نهبته تلك الأنظمة من ثروات الأوطان، لا الاكتفاء برحيل النظام وزعيمه ليعيشوا ما تبقى من أعمارهم وعمر أجيال من بعدهم ينعمون بتلك الثروات التي خطفوها من أفواه الشعب على مدى سنوات.
ومن المنطقي جدا أن تضاف جرائم قتل المحتجين في التظاهرات الشعبية إلى سلسلة الجرائم السابقة التي ينبغي أن تحاكم عليها تلك الأنظمة بكافل أطرافها ابتداء بالزعيم الذي يرفض عرضا مغريا جدا وهو الرحيل.
إن رفع شعار محاكمة النظام الاستبدادي واستعادة ما نهبه من ثروات سيساعد على سرعة إسقاط المستبد والحيلولة دون رحيله خارج البلد بعد زوال عهده بفعل الثورة الشعبية.
وشعار كهذا ينبغي أن يكون على رأس شعارات الثورة الشعبية التي ستنضوي فيها مختلف القوى الفاعلة في الأيام المقبلة داخل الدول العربية المحكومة بأنظمة استبدادية فاسدة جثمت على حياة الشعب منذ عقود.
لقد أبرزت ثورتا تونس ومصر إيجابيات عديدة بدت من وسط المظاهرات الشعبية تتمثل باستمالة الأمن والجيش إلى كفتهم باعتبار الأمن والجيش مواطنين أولا وأخيرا يبحثون عن دولة ديمقراطية تحقق العدالة والمساواة وتوفر لكافة مواطنيها حياة حرة وكريمة.
ومن إيجابيات ثورتي تونس ومصر أيضا توحدهم في مطلب واحد في أساسه وهو الحرية ، وكذا تحولهم في أوج ثورتهم إلى حماة للممتلكات العامة والخاصة من خلال تكوين لجان شعبية من أوساطهم لحماية تلك الممتلكات وقطع الطريق على فرق أمنية تابعة للنظام الاستبدادي حاولت في لحظاتها الأخيرة زرع الفوضى والتخريب للإساءة إلى الثورة الشعبية الحرة ووأدها في مهدها.
الحديث عن هذه الايجابيات يهدف إلى الأخذ بها في الثورات الشعبية التي تنتظرها بلدان عربية في الأيام المقبلة، وهي أمور ينبغي لمختلف قوى المجتمع الفاعلة التفكير بها منذ وقت مبكر والعمل من أجل تحقيقها في حينه من أجل بلوغ الحلم الشعبي مداه بإسقاط النظام الاستبدادي الفاسد ومحاكمته واستعادة كل ما نهبه من ثروات، تمهيدا للانتقال إلى حياة جديدة عنوانها الحرية والديمقراطية والمواطنة المتساوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق