أحمد الزكري
عاد رئيس المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح للحديث عن تمسكه بالسلطة رغم كل مايجري في الواقع من احتجاجات شعبية تطالب برحيل نظامه الذي فرضته القوة وانتخابات مزورة منذ عقود.
ما زال يرفض التنحي بأقل قدر من الخسائر.. إنها الرغبة القاتلة في الوصول إلى نهاية أسوأ لحكم سيئ.
ومع تنامي الثورة الشعبية يكرر السيد الرئيس التأكيد على أن مطالب المحتجين في مختلف المحافظات اليمنية المصرة على رحيله ورحيل نظامه لن تتحقق إلا عبر صناديق الاقتراع.
لم يذكر رئيس المؤتمر أن صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية عام 2006 أظهرت أن المهندس فيصل بن شملان رحمه الله هو الرئيس المنتخب، وأن ما أعلنته لجنة الحاكم الانتخابية خلاف ذلك هو النتيجة المزورة التي تقول إن على رئيس المؤتمر الرحيل فعلا وفق صناديق الاقتراع.
وقد تزامن استمرار رئيس المؤتمر في التأكيد على تمسكه بالسلطة مع عودة بلاطجة حزبه إلى مهاجمة المحتجين سلميا في جامعة صنعاء ومحافظات أخرى بعد يومين من الهدوء الذي بدا أنه كان لترتيب حركة القمع وليس استجابة لدعوته بحماية المحتجين.
فهل استخدام معمر القذافي الطائرات الحربية لقصف المحتجين المطالبين برحيله وارتكابه جرائم بشعة مع صمت مخز ومريب من قبل المجتمعين العربي والدولي هو ما شجع رئيس المؤتمر على العودة إلى الحديث عن صندوق الاقتراع المضروب، ومعاودة عمل البلطجة باستخدام القنابل والرصاص الحي لقتل وجرح المزيد من المواطنين المحتجين سلميا في مختلف المحافظات للمطالبة برحيل نظام مستبد؟.
لا شك أن النهاية البشعة للعقيد القذافي التي سنشهدها في وقت قصير جدا، ستعطي رسالة قوية عن عدم جدوى جرائمه في الحفاظ على نظامه أو إيقاف ثورة الشعب، كما ستعطي رسالة أيضا عن استحالة تكرار نموذجه البشع في اغتيال أية ثورة شعبية في دولة أخرى تمضي نحو اكتمال خارطة الثورة العربية.
وهنا ينبغي التأكيد أن التطور السيئ في موقف المؤتمر الحاكم من الاحتجاجات الشعبية سيضاف إلى مساوئه غير القليلة، ولن يؤدي بالتأكيد إلى الحد من الاحتجاجات الشعبية بقدر ما سيزيدها قوة وتناميا وتوحدا حول هدف واحد هو إسقاط النظام.
وقد بدا هذا التوحد جليا في عموم اليمن جنوبا وشمالا من خلال بروز شعار"الشعب يريد إسقاط النظام" في كافة الاحتجاجات الشعبية التي دعت مؤخرا أحزاب اللقاء المشترك أعضاءها إلى الالتحام بها.
إن بروز خطاب السلطة الإقصائي مقابل توحد شعار الاحتجاجات الشعبية في المحافظات بعيدا عن أية توجهات حزبية أو مناطقية أوغيرها من التوجهات التي تحاول السلطة الترويج لها في المجتمع يعطي مؤشرا على سرعة مضي الثورة الشعبية لتحقيق هدفها في الوصول إلى يمن حر وديمقراطي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق